فيضانات كينشاسا تودي بحياة 43 شخصاً وتشرّد الآلاف
فيضانات كينشاسا تودي بحياة 43 شخصاً وتشرّد الآلاف
أعلنت وزارة الداخلية في جمهورية الكونغو الديمقراطية عن ارتفاع حصيلة ضحايا الفيضانات التي اجتاحت العاصمة كينشاسا إلى 43 قتيلاً و46 جريحاً، في حين بلغ عدد المشردين 2956 شخصاً، تم نقلهم إلى مواقع إيواء أقامتها السلطات المحلية بشكل عاجل.
وتسببت الأمطار الغزيرة التي هطلت خلال الأيام الماضية، في أضرار جسيمة لشبكات المياه والكهرباء، ما أدى إلى انقطاع الخدمات الأساسية في عدة أحياء بالعاصمة، في حين تعمل فرق الطوارئ على إصلاح الأعطال وإعادة الوضع إلى طبيعته في أسرع وقت ممكن، وفق وكالة أنباء الشرق الأوسط.
ودعت الحكومة الكونغولية السكان إلى توخي الحذر الشديد والتعاون مع فرق الإغاثة، مؤكدة أن الجهات المختصة تعمل على تأهيل المناطق المتضررة، وسط تحذيرات جديدة من الأرصاد الجوية التي توقعت استمرار هطول الأمطار الغزيرة خلال الأيام المقبلة.
مناخ متطرف
يستمر موسم الأمطار في جمهورية الكونغو الديمقراطية عادة من نوفمبر إلى مايو، إلا أن السنوات الأخيرة شهدت تغيرات مناخية واضحة زادت من عنف الظواهر الجوية، ما جعل الفيضانات أكثر تكراراً وشدة.
أكد العلماء أن ارتفاع حرارة الأرض بفعل تغير المناخ أسهم في تصاعد موجات الفيضانات والحرائق والأعاصير، مشيرين إلى أن العالم شهد زيادة في متوسط درجة الحرارة بمقدار 1.1 درجة مئوية منذ الثورة الصناعية.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، قد حذّر من أن "نصف البشرية يقع في دائرة الخطر بسبب الكوارث المناخية"، مؤكدًا أن "لا دولة في العالم محصّنة".
آثار الاحتباس الحراري
وتشير تقارير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ إلى أن معالجة آثار الاحتباس الحراري لم تعد خياراً، بل ضرورة ملحّة، خصوصاً لحماية المجتمعات الهشة. كما أظهر تقرير لمكتب الأمم المتحدة للحد من أخطار الكوارث أن عدد الكوارث الطبيعية تضاعف منذ عام 2000، في حين تضاعفت الخسائر الاقتصادية ثلاث مرات، نتيجة مباشرة لتغير المناخ.
وإذا لم تُتخذ إجراءات جذرية للحد من الانبعاثات، فقد يرتفع عدد الكوارث بنسبة 40% بحلول عام 2030، ما يستدعي إعادة النظر في سياسات الطوارئ واستراتيجيات الوقاية.